نصيحة إلى من لا يجد الطمأنينة
السؤال: إني لا أجد طمأنينة فما هو الطريق إلى الطمأنينة والإيمان؟
الجواب: الطريق تجدها في قوله تعالى: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً))[طه:123-124] فهذا الأخ -ونحن كلنا مقصرون في طاعة الله بلا شك- نقول له: إن كنت تبالغ وتظن أنك تريد أن تكون بدرجة الصديقين والمقربين -لأن بعض الشباب يبالغ ويريد الطمأنينة العليا الكاملة التي لا تتحقق لكل إنسان، ولا تتحقق إلا بطول المجاهدة- فننصحك بأن لا تبالغ في ذلك وأن تجاهد ويجاهد نفسه حتى يصل إلى الطمأنينة الكاملة.
وأما إن كنت لا تجد الحد المعروف من الطمأنينة فإن في ذلك دليلاً على أن لديك ضعفاً وخللاً في الإيمان، وكلنا لدينا ذلك الضعف - نسأل الله أن يقوي إيماننا- فعليك أن تصلح نفسك، وأن تنظر إلى باطنك، وإلى مالك أهو من حلال أم من حرام؟ لأن الجسد الذي يغذى بالحرام النار أولى به، وقد ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟}.
فإذا كان الإنسان يأكل من الحرام، إما من الربا في البنوك، وإما أنه لا يقوم بواجبه الوظيفي، أو أي مال من أموال الحرام، فإنه مهما صلى واجتهد ودعا وتعبد يظل دعائه مردوداً عليه -والعياذ بالله- ويظل هذا الجسد كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { أيما جسم نبت من حرام فالنار أولى به }.
فعليك أن تنظر إلى مصدر رزقك، إلى قلبك فلعل فيه مرض من شبهة أو شهوة أو ما أشبه ذلك، وإذا قال الإنسان: كيف أعرف هذا، فهنا نعلم ضرورة الأخ الرفيق، والإنسان الصادق المؤمن، لأن المرء يحشر مع من أحب، فانظر إلى أحسن الأصدقاء الذين يبينون لك عيوبك ويبصرونك بعيبك، فإذا وفقت وسددت بينوا لك ذلك وأعانوك فتحمد الله، وإذا أخطأت أو قصرت بينوا لك ذلك ونصحوك فتتوب وتعود إلى الله سبحانه، فاختر الرفيق الصالح، واحضر حلقات الذكر، واذهب إلى العلماء وجالسهم واستمع إلى كلامهم، واقرأ كتاب الله، وادع الله أن يرزقك الطمأنينة والإيمان، وهذا ما نرجوه لنا جميعاً، إنه على كل شيء قدير.